سعد الدين Admin
عدد الرسائل : 145 العمر : 36 الموقع : algeria العمل/الترفيه : طالب المزاج : الحمد لله في كل وقت وحين تاريخ التسجيل : 21/09/2008
| موضوع: حـفـظ الصحــة بالعـســل الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 9:34 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قال تعالى : { يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ }(النحل: من الآية69)
وفي (( الصحيحين )) من حديث أبي المتوكل ، عن أبي سعيد الخدري ، أن رجلاً أتى النبي فقال : إن أخي يشتكي بطنه [ وفي رواية : استطلق بطنه ] ، فقال : (( اسقه عسلاً )) ، فذهب ثم رجع ، فقال : قد سقيته فلم يغن عنه شيئاً ، [ وفي لفظ : فلم يزدهُ إلا استطلاقاً - مرتين أو أكثر - ] كل ذلك يقول له : (( اسقه عسلاً )) ، فقال له في الثالثة أو الرابعة : (( صدق الله ، وكذب بطن أخيك )) ([1]) .
ففي الحديث علاج نبوي ناجع لمن أصابه استطلاق في بطنه ، عن تخمة أصابته عن امتلاء ؛ (( فأمره بشرب العسل لدفع الفضول المجتمعة في نواحي المعدة والأمعاء ، فإن العسل فيه جلاء ، ودفع للفضول ، وكان قد أصاب المعدة اختلاط لزوجة ، تمنع استقرار الغذاء فيها للزوجتها ، فإن المعدة لها خمل كخمل القطيفة ، فإذا علقت بها الأخلاط اللزجة ، أفسدتها ، وأفسدت الغذاء ، فدواؤها بما يجلوها من تلك الأخلاط، والعسل جلاَّء ، والعسل من أحسن ما عولج به هذا الداء لا سيما إن مزج بالماء الحار )) ([2]) .
وقال ابن القيم - يرحمه الله - : (( وفي تكرار سقيه العسل معنى طبي بديع ، وهو أن الدواء يجب أن يكون له مقدار ، وكمية بحسب حال الداء ، إن قصر عنه ، لم يُزله بالكلية ، وإن جاوزه ، أوهى القوى ، فأحدث ضرراً آخر ، فلما أمره أن يسقيه العسل، سقاه مقداراً لا يفي بمقاومة الداء ، ولا يبلغ الغرض ، فلما أخبره ، علم أن الذي سقاه لا يبلغ مقدار الحاجة ، فلما تكرر ترداده إلى النبي أكد عليه المعاودة ليصل إلى المقدار المقاوم للداء ، فلما تكررت الشربات بحسب مادة الداء ، برأ - بإذن الله - واعتبار مقادير الأدوية ، وكيفياتها ، ومقدار قوة المرض والمريض من أكبر قواعد الطب )) .
وفي قوله : (( صدق الله وكذب بطن أخيك )) ، إشارة إلى تحقيق نفع هذا الدواء ، وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه ؛ ولكن لكذب البطن ، وكثرة المادة الفاسدة فيه ، فأمره بتكرار الدواء لكثرة المادة )) ([3]) .
منافع العسل في الطب القديم :
قال ابن سينا : العسل طل خفي يقع على الزهور وعلى غيره ، فيلقطه النحل وهو بخار يصعد ، فينضج في الجو ، فيستحيل ويغلظ في الليل ، فيقع عسلاً ، وقد يقع العسل كما هو بجبال قصران ، ويختلف بحسب ما يقع عليه الشجر والحجر ، وأكثر الظاهر من يلقطه الناس ، والخفي يلقطه النحل ، وأظن أن لتصرف النحل فيه تأثيراً([4]) ، وإنما يلتقطه النحل ليغتذي وليدخره .
ومــن العسل جــنــس حـــرِّيف سُـــمِّـــي ...
وأجود العسل : الصادق الحلاوة ، الطيب الرائحة ، المائل إلى الحرافة ، وإلى الحمرة ، المتين الذي ليس برقيق ، اللزج الذي لا ينقطع ، وأجوده الربيعي ، ثم الصيفي ، والشتائي رديء - فيما يقال - .
وعسل النحل حار يابس في الثانية ، وعسل الطبرزد [ السكرنبات ] والقصب الحار في الأولى ليس يابس ، ويجوز أن يكون رطباً في الأولى .
الأفعال والخواص : قوته جالية مفتحة لأفواه العروق، محللة للرطوبات، تجذب الرطوبات من قعر البدن ، وتمنع العفن به والفساد من اللحوم .
والتلطخ به يمنع القمل والصيبان ويقتلها ، ومع القسط لطوخ للكلف خاصة المزمن ، وبالملح لآثار الضربة الباذنجانية ([5]) .
والعسل : ينقي القروح الوسخة الغائرة ، والمطبوخ منه حتى يغلظ يلزق الجراحات الطرية ويخفيها ، ويقوي السمع ، وشم الحريف السمي منه يذهب العقل ، فكيف أكله ؟!
والعسل : يجلو ظلمة البصر ، والتحنك به ، والتغرغر يبرئ الخوانيق وينفع اللوزتين ، وإن شرب العسل سخناً بدهن ورد نفع من نهش الهوام ، ومن شرب الأفيون ، ولعقه علاج عضة الكلب الكَلِب ، والفطر القتال والمطبوخ منه نافع للسموم ([6]) .
وقال الإمام ابن قيم الجوزية :
(( والعسل فيه منافع عظيمة ، فإنه جلاء للأوساخ التي في العروق والأمعاء وغيرها ، محلل للرطوبات أكلاً وطلاءً ، نافع للمشايخ وأصحاب البلغم ومن كان مزاجه بارداً رطباً ، وهو مغذ ملين للطبيعة ، حافظ لقوى المعاجين ولما استودع فيه ، مذهب لكيفيات الأدوية الكريهة ، منق للكبد والصدر ، مدر للبول ، موافق للسعال الكائن عن البلغم ، وإذا شرب حاراً بدهن الورد نفع من نهش الهوام وشرب الأفيون، وإن شرب وحده ممزوجاً بماء نفع من عضة الكلب وأكل الفطر القتال ، وإذا جعل فيه اللحم الطري حفظ طراوته ثلاثة أشهر ، وكذلك إن جعل فيه القثاء والخيار والقرع والباذنجان ، ويحفظ كثيراً من الفاكهة ستة أشهر ، ويحفظ جثث الموتى ، ويُسمى الحافظ الأمين ، وإذا لطخ به البدن المقمل والشعر قتل قمله وصئبانه وطول الشعر وحسنه ونعمه ، وإن اكتحل به جلا ظلمة البصر وإن استن به بيض الأسنان وصقلها وحفظ صحتها وصحة اللثة ، ويفتح أفواه العروق ، ويدر الطمث ، ولعقه على الريق يذهب البلغم ويغسل خمل المعدة ويدفع في الفضلات عنها ، ويسخنها تسخيناً معتدلاً ، ويفتح سددها ، ويفعل ذلك في الكبد والكلى والمثانة ، وهو أقل ضرراً لسدد الكبد والطحال من كل حلو ، وهو مع هذا كله مأمون الغائلة قليل المضار ، مضر بالعرض للصفراويين ودفعها بالخل ونحوه ، فيعود حينئذ نافعاً له جداً ، وهو غذاء مع الأغذية ودواء مع الأدوية ، وشراب مع الأشربة ، وحلو مع الحلوى ، وطلاء مع الأطلية ، ومفرح مع المفرحات ، فما خلق لنا شيء في معناه أفضل منه ، ولا مثله ولا قريباً منه ، ولم يكن معول القدماء إلا عليه لا ذكر فيها للسكر البتة ولا يعرفونه فإنه حديث العهد حدث قريباً ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشربه بالماء على الريق وفي ذلك سر بديع في حفظ الصحة لا يدركه إلا الفطن الفاضل )) ([7]) .
يتبع | |
|